سلافة معمار .. لهب يُضئ الدراما السورية

تقرير : رنوى جريس فارس
 
إرتبط اسمها بضحكتها البريئة والجريئة في الوقت نفسه، أدوارها عكست صورة جديدة لواقع المرأة السورية ، فكانت دائما هي المرأة المتمردة على الواقع ، المثقفة الواعية ، التي تنافس الرجل بل وتزيده قوة وصمود في مواقف كثيرة.
 
حاربت بأدوارها هذه الصورة النمطية التي تصدر للمرأة على أنها خاضعة للرجل معتمدة عليه هذه الصورة التي روج لها بشكل مخيف في مسلسلات البيئة الشامية، فكانت الدراما السورية بحاجة لأعمالها لتنشر الصورة المعاكسة .
 
هي سلافة معمار الفنانة السورية الواقفة على مشارف العالمية ، ظل شغف الفن يلاحقها حتى بعد حصولها على إجازة بالأدب الانكليزي فقررت أن تلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ونجحت في التخرج منه فنانة لامعة تحمل للعالم قضية تحرر المرأة .
 
لأعمالها بصمة خاصة لها أثر دائم في ذاكرة الجمهور فمن الفتاة المسترجلة في أشواك ناعمة إلى المرأة المنفتحة في تخت شرقي إلى ” ورد ” المرأة الكاتبة المشاركة بالقضايا السياسية والاجتماعية في قلم حمرة وعلى حسب رأي سلافة بهذا الدور قالت :
“كتبت ورد بقلم حمرة أوجاع السوريين جميعا ولخصت معاناة المرأة بكل أبعادها في ظل أوضاع الأزمة السورية “.
 
إنتقادات كثيرة البعض منها لاذع لحد الوقاحة انهالت على سلافة معمار بعد دورها في قلم حمرة بشكل خاص وعلى جرأة أدوارها بشكل عام ولكن من يحمل غاية أو هدف عليه أن يكمل به حتى بلوغ النهاية ، فالفنان الذي لا يحمل بداخله ثورة على المجتمع لتقويم صورته وأخطائه فهو لا يستحق هذا اللقب .
 
على الجهة الأخرى من تلك الإنتقادات هناك جمهور لا يعد ولا يحصى مقدر لأعمال سلاف ومدركا لتفاصيل رسالتها وبراعة أدائها، وبمحبة جمهورها حصلت على العديد من الجوائز منها جائزة أدونيا كأفضل ممثلة سورية لعام 2009 وجائزة موريس كأفضل ممثلة عربية لعام 2011 .
 
الدراما هي لغة مقدسة تخاطب الجماهير، اختارت سلاف معمار أن تخاطب من خلالها المرأة بل أن تخاطب القوة الكامنة في المرأة ، أن تحرض بداخلها مكامن الإبداع والتفكير فهي نصف المجتمع ومربية النصف الآخر، هل للفن رسالة أرقى و أهم !
 
سلافة بأدوارها الدرامية حملت هذه القضية بكل وفاء وكفاءة وكشعلة راحت تنقل لهب المرأة التي بداخلها الى امرأة أخرى وأخرى لعلها تشعل العالم كله بفنها ورسالتها .
Related Post

This website uses cookies.