بقلم د. سامي كليب : الأهداف الأخرى لقانون قيصر من هي الجارة المقصودة بأحد البنود

من المقصود بجارة سوريا في قانون قيصر… هنا كل القضية

هنا كل القضية. هذا هو الطلب الذي نقله وزير الخارجية الاميركي كولن باول منذ العام ٢٠٠٣ الى الرئيس الأسد ومفاده : تصالح مع اسرائيل، واوقف العلاقات مع الحـ.ـزب وايران، واطرد المنـ.ـظمات الفلسطينية، وستكون أهم حليف لنا….

السؤال المركزي الآن : ماذا لو تبّنت روسيا أيضا فكرة ان اتفاقية سلام سورية اسر.ائيل ضرورية لانهاء الحـ.ـرب ؟

اعتقدُ شخصيا، ان المستهدف من قانون سوريا هو بطبيعة الحال الدولة السورية لتقديم تنازلات في صلاحيات الرئيس وادخال المعـ.ـارضة المقبولة الى الحكومة والبرلمان، لكن الأهم فيه هو تطويق ايران والحـ.ـزب وتفكيك المحور .

أميركا تخلت منذ فترة طويلة عن فكرة قلب النظام، وتريد الاتفاق مع روسيا على اخراج ايران والحـ.ـزب والدفع باتجاه تحييد سوريا عن خطوات نتنياهو لجهة ضم اجزاء كبيرة من الضفة وتحويل الاردن وطنا بديلا، تماما كما حصل حين سعى وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر لتحييد سوريا عن اتفاقية كامب دافيد بين مصر واسرا.ئيل.

موسكو كانت السبّاقة في المفاوضات الاولى مع الاميركيين في مطلع الحـ.ـرب السورية الى القول بأن بقاء الدولة السورية قوية ضروري للسلام مع اسـ.رائيل، لكن قيام محور كامل خلَطَ الأوراق، وموسكو ما تزال حتى اليوم تقول بالدولتين الفلسطينية والاسرائيلية، لكنها حتما لن تقف ضد نتنياهو في الداخل، فتأثيرها في هذا الشأن محدود، ورغبتها بالصراع مع اسرائيل غير موجودة الا اذا ضربت مصالحها في سورية.

يعتقد اعضاء الكونغرس الاميركي الذين تبنّوا قانون قيصر ( الذي اقترحته مجموعة معروفة سابقا بمواقفها من العراق والحـ.زب وايران وسورية وفلسطين) ، ان الضغط الاقتصادي الكبير الذي يخنق الشعب السوري وكذلك ايران والحـ.زب ، سيضيّق هامش المناورة عند المحور ، خصوصا بعد ان تعاظمت في السنوات الماضية نغمة عربية تقول :” لا تهمنا فلسطين وانما شأننا الداخلي” .

ما لم نفهم هذا الجانب التطبيعي في قانون قيصر، ستبقى التحليلات عديمة الفائدة، وسترتعد فرائض دول كما يحصل في لبنان حاليا، ذلك ان القانون سيقاضي ويحاصر ويعاقب كل من يقدم المساعدة لسورية اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا وسياسيا ( واعتقد اعلاميا) اي انه قد يطال التيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل وكذلك رئيس الجمهورية واي وزير او مسؤول يقترب من دمشق.

انطلاقا من هذا الجانب التطبيعي ، ترك القانون نفسه هامشا واسعا للفكاك منه، بمجرد ان تُظهر المفاوضات بين الدولة السورية والمعارضة ايجابيات، وبمجرد اشارات واضحة لما ورد في الفقرة الاولى .

يقيني ان موسكو الساعية للحصول على آخر اتفاق مع ترامب قبل الانتخابات الأميركية غير الواضحة المعالم بعد، ليست بعيدة عن روح الفقرة المذكورة اعلاه في قانون قيصر، رغم معارضتها للعقـ.ـوبات القاسية التي تؤثر على ما تحقق من نتائج عـ.ـسكرية وسياسية حتى الآن….

ففي نهاية المطاف ، موسكو ايضا، تريد تنازلات سياسية من السلطة، وتريد ان تكون احد اهم عرّابي عودة التفاوض بين سوريا واسرا.ئيل، وتفضل في نهاية المطاف ان تكون هي الحلف الوحيد للدولة السورية الباقي على الاراضي السورية، وواشنطن لا تعارض بقاءها الذي يساهم الى حد بعيد بمنع الحـ.ـرب بين اسرائيل والمحور.

اختصارا يمكن القول، انه على ارض دمشق، سيُحدد مصير المحورين، ولذلك سيزداد الضغط كثيرا كلما تقدم نتنياهو صوب الضفة.