Connect with us

اقتصاد

قيصر سوري يطبق على السوريين من قبل من أغلقوا الأسواق والمحلات

كتب جود سعيد في جريدة الاخبار اللبنانية تصعـ.ـد أزقّـ.ـة حي الشيـ.ـخ محـ.ـي الديـ.ـن وأنت تتعطّـ.ـر برائـ.ـحة اللّيل وأبخـ.ـرة المطاعم الشعبيّة الصغيرة تمشي بهـ.ـدوءٍ، فكلُّ كـ.ـائنات هذا الحـ.ـيّ من قطـ.ـطٍ شـ.ـاردةٍ أو دراويـ.ـشَ أو عجـ.ـزةٍ بلا مـ.ـأوى تحت حـ.ـمى سيـ.ـده محـ.ـي الديـ.ـن بن عـ.ـربي.يتبـ.ـاهى أصـ.ــحاب بـ.ـوز الجـ.ـدي المطعم الشّـ.ـهير في أعلـ.ـى هذا الحيّ من جدٍّ و ابنٍ و حفيدٍ أنّ ليلة حـ.ـرب تشـ.ـرين لم تجعلهم يغلـ.ـقون سابقاً تصـ.ـرخ من أعلى الحـ.ـيّ لا ليتـ.ـردّد صدى صـ.ـوتك في خـ.ـواء الشارع الحـ.ـجري بين باب توما و باب شرقي في الطرف الآخر من المدينة .هـ.ـل أُعتِمت أماكن الفرح و هـ.ـل أُغلِـ.ـقت بالقـ.ـرارات وهـ.ـل هكـ.ـذا يُكـ.ـافَأ من جعلوا أجسـ.ـادهم درعـ.ـاً كي لا يُخـ.ـدَش وجه المـ.ـدينة .لا صعـ.ـاليك جميلين يتسـ.ـكّعون قرب حديقة القشلة، لا عـ.ـاشقين يسـ.ـرقون قبـ.ـلاً على مهلٍ تحت قوس باب شرقي إيـ.ـذاناً للوداع، لا سيارات فـ.ـارهة تمخـ.ـر الشارع ويستغرب راكـ.ـبوها كيـ.ـف يفـ.ـرح هؤلاء الحـمـ.ـقى بنقـ.ـودٍ قليلة. مـ.ـا سـ.ـرُّ ضحـ.ـكاتهم المجـ.ـلجلة.ولا حـ.ـتى شحـ.ـاذين صغـ.ـاراً يجرون خـ.ـلفك ليبيـ.ـعوك ورداً لا تريـ.ـده أبداً، ولا عامل نظـ.ـافةٍ يشـ.ـتم أولئك الساهـ.ـرين وهو يلمُّ مخـ.ـلفات فــ.رحهم ثم يبتـ.ـسـ.ـم بخبثٍ حين يـ.ـد.سُّ أحدهم أوراقـ.ـاً نقـ.ـديةً في جيبه ستتحـ.ـوّل أوقـ.ـية لحـ.ـمٍ يرقـ.ـص حولها أطفـ.ـاله .( ملاحـ.ـظة الخـ.ـبر على صفـ.ـحة وكالـ.ـة الميـ.ـدان الاخـ.ـبارية وليـ.ـس على صفـ.ـحات اخـ.ـرة تقـ.ـوم بنسخ الخــ.بر مثـ.ـل صفـ.ـحات يومـ.ـيات عاجـ.ـل التابـ.ـعة ليـ.ـوميات قذيــ.ـفة هـ.ـاون في دمشـ.ـق)تـ.ركض عيناك مستـ.ـجيرتين نحو مركز المدينة، لكن لا عـ.ـزاء و هناك يستقبـ.ـلك يوسف العظـ.ـمة يبكي وحـ.ـدته مـ.ــربّعاً في ساحة المحافظة و تغـ.ـيب عنك حكايا أبطال ورق اللعب الخـ.ـارجين من المقاهي يروون بطولاتهم في لعبة التركس والطرنيب والكونكان .ستشـ.ـتاق مـ.ـلك المحبوسة المزعوم الذي اعتدته يضحك صـ.ـاخباً وهو يصـ.ـفع رقبة متحـ.ـديه قبيل الفـ.ـجر مازحاً معه وشاكراً إياه على تسديد الحسـ.ـاب وأيـ.ـن سيـ.ـارات الأجرة الصفـ.ـراء المنتشـ.ـرة كصيصانٍ حول دجاجة المـ.ـرابع الليليّة التي ستتـ.ـقيّأ قـ.ـصصها المثيـ.ـرة بعد قليـ.ـل .ستفـ.ـتقد الرقـ.ـص في الشارع وأنت تمـ.ـرّ قربهم على أنغام أغـ.ـانيهم الشّـ.ـعبية المتشـ.ـابهة.لن تجـ.ـد يا يوسـ.ـف مقهى يغفـ.ـو على كـ.ـرسيه موظّـ.ـفٌ يضمّ كأس الشاي براحتيه كي لا يستلّه النادل. كيـ.ـف سيسمح له وقد تبقّت فيه رشفتان تكفيان لسيجارتين تنسيانه همّ العـ.ـودة لمنزلٍ تتكـ.ـدّس فيه الأفـ.ـواه الصـ.ـارخة .لا أكشـ.ـاك يا يوسـ.ـف تبيع قهوةً سـ.ـاخنةً منكّـ.هةً بالملل لأسـ.ـراب شبابٍ عاطـ.ـلين عن العمل متّكئـ.ـين على سياراتهم يروون لبعضهم بطولاتٍ حصلت على جبـ.ـهاتٍ درسـ.ـوها جيداً على غوغـ.ـل إيـ.ـرث .كيـ.ـف تكـ.ـون دمشق، دمشق الخيـ.ـر دون أن يستطيع مواطنها المتواضع القيام بعملٍ إضافيٍّ من مبدأ الدراويـ.ـش إنّ بحصـ.ـةً في هذه الأيّام الصّـ.ـعبة تسند موظّـ.ـفاً .قـ.ـرارٌ لمحـ.ـافظة دمشق بتنظيم أوقات العمل وتحديدها للفعاليات التجاريّة وأماكن الترفيه وغيرها. حسناً، هـ.ـذا شـ.ـيءٌ عظيمٌ ومفرح، لا أجمل من جعل النّـ.ـظام يسود كي يضبط إيقاع الحيـ.ـاة.



ولكـ.ـن من درس القرار ومع احتـ.ـرامي واضحٌ أنه لا يعرف دمشـ.ـق حقّ المعـ.ـرفة .إن كانت الحـ.ـجّة توفير الطـ.ـاقة فنحن معه ولكن فلنقم بالاستثـ.ـناء لكي نحافظ على الصّـ.ـحة النفـ.ـسيّة للمجـ.ـتمع.فلنقم بالاستـ.ـثناء كي لا تعـ.ـتم دمشق وتصير إسـ.ـمنتاً بلا فـ.ـرح. دمشق عاصمة التاريخ لا تغلـ.ـقوها بجرة قلم، لا تـ.قـ.ـطعوا آخر الأنفـ.ـاس عن أهـ.ـلها، لا تستفـ.ـزّوا حـ.ـبّهم.خـ.ـذوا أيام الاسبوع وأعطوا المقـ.ـاهي ومافي حكـ.ـمها أيّام العـ.ـطل، دعوا متـ.ـنفساً لمن لا يريد أن يبكـ.ـي وحيـ.ـداً على شرفته، لأبٍ يريد الهرـ.ـوب حتى يغفـ.ـو أطفاله ولا يسألوه أن يشـ.ـتري لهم لعبة. لشـ.ـابٍّ بلا عملٍ يريد أن ينسى، لحبيـ.ـبين لا يقدران على الزّوا.ج فيرقـ.ـصان وجعهما حتّى الفجـ.ـر في حانةٍ منسيّـ.ـة، دعوا متنـ.ـفساً للحـ.ـجارة كي لا تحمل يـ.ـوسف العظـ.ـمة وتمضـ.ـي.كيـ.ـف للسـ.ـوريّ أن يتجـ.ـرّأ على تخيّـ.ـل دمشـ.ـق دون ليـ.ـلّ تعيـ.ـشه كيـ.ـف تكون دمشـ.ـقُ دمشقَ وهـ.ـي لا تستـ.ـطيع أن تطعـ.ـم حـ.ـائراً قـ.ـبل صـ.ـلاة الفـ.ـجر .

Continue Reading
Advertisement





Trending