Connect with us

سياسي

الرئيـــ.ـس الاسـ.ـد يعـ.ـود الـ.ـى المقـ.ـدمة تحـ.ـولات استـ.ـراتجية فـ.ـي سـ.ـوريا

كتب وسيم سليمان في موقع سبوتنك الالكتروني بحسب مارصدنا : اعتدنا في مشاهد الكـ.ـوارث الطبيعية أو في مجريات الأحداث الكبرى التي تصيب الشعوب والمجتمعات حول العالم، على وجود ظاهـ.ـرة “الناجـ.ـي الوحيـ.ـد لكن إذا أردنا أن نتحـ.ـدث عن تطبـ.ـيق هـ.ـذه الظـ.ـاهرة على الدو.ل كأشـ.ـخاص اعتبـ.ـاريين، لـ.ـم تكن لتحـ.ـدث في العقد الأخير، إذا كان عدو.ك اللـ.ـدود وخصـ.ـمـ.ـك الأو.ل هو أمريـ.ـكا.البلاد التي أخرجت التحفة الدرامية الكوميدية والناجي الوحيد من ظاهرة العولمة في العالم “ضيعة ضايعة”، يبدو أنها أيضا كانت الناجي الوحيد، إن صحّت التسمية، من جميع العواصف السياسية والعسكرية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط، بدءا من تونس وليبيا وصولا إلى العراق، وغيرها من الدول، على وجه التحديد الدول التي لا تربطها بأمريكا علاقة جيدة، وبالطبع لا يخفى على أحد، على رأس هذه الدول سوريا، العدو التاريخي اللدود لأمريكا وإسرائيل.يمكن القول بأن سوريا، حتى يومنا هذا، هي الناجي الوحيد من عاصفة الربيع العربي، والناجي الوحيد من حرب شاملة بقيادة أمريكية كالتي شهدناها في العراق، أو بقيادة “الناتو” وهو ما شاهدناه في ليبيا، وغيرهم الكثير من التجارب المؤلمة وصولا إلى أفغانستان، الأمر الذي يجعل من هذه التجربة التاريخية، حالة تستحق الدراسة.الأسد يعود إلى واجهة المشهد السياسي “كصديق للعالم العربي”تشير جميع الأحداث المتلاحقة إلى أن عودة سوريا إلى واجهة المشهد العربي، قريبة جدا، آخرها الاتصال الذي حدث اليوم بين الأسد وولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقبلها مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والتي ناقشت جميعها سبل تعزيز التعاون، بل نوقشت قضايا الشرق الأوسط أيضا.ويبدو أن صحيفة “foreignpolicy”، قد استشفت من مصادرها الخاصة هذا التقارب في مقال نشرته مؤخرا تحت عنوان “الأسد صديقا للعالم العربي مرة ثانية”، وجاء في المقال:“يبدو أن عودة سوريا، كعضو يتمتع بمكانة جيدة في جامعة الدول العربية التي علّقت عضويتها في عام 2011، هي مسألة وقت، وكان لبنان والعراق والجزائر والسودان دائمًا من الدول المؤيدة لعودتها”.الحرب التي بدأت قبل 11 عاما تحت اسم “الربيع العربي”، لم تنته كتوقعات المروجين لها، أو حاملي شعارها، فحتى في الدول التي اعتبرت أن “الربيع العربي” قد نجح فيها، على سبيل المثال، ليبيا، لم تهدأ رحى الحرب فيها إلى يومنا هذا.لكن عدم الاستقرار المستمر خلق مشاكل كبيرة في المنطقة العربية، على رأسها مشكلة الإرهاب، لتتبعها مشكلة أخرى اقتصادية لمستها أغلب الدول المجاورة أو القريبة من مناطق النزاع، على سبيل المثال خلقت الأزمة الليبية مشاكل كبيرة على الحدود الجزائرية والتونسية، لكن موقع سوريا جعل من حالة عدم الاستقرار هذه كارثي للمنطقة ككل، بلا استثناء؛ تبدأ من أزمة تحويل خطوط الطيران المدني في السماء، ولا تنتهي بانقطاع شريان التجارة البري و”قلب الاقتصاد العربي”، بدون أي مبالغة.تسببت سلسلة الأزمات المتلاحقة التي شهدتها المنطقة العربية بتقطع أوصال التجارة بين البلدان المجاورة وخسارة آلاف العمال لأعمالهم ومزارعهم ومصانعهم، على سبيل المثال لا الحصر، كان من أكثر المتأثرين بالأزمة السورية هي الأردن، حيث تعتبر الأردن ممرا لمصر وبالعكس، وانتعشت حركة القوافل التجارية والبضائع وشاحنات الترانزيت بين سوريا والأردن وصولا إلى دول الخليج بشكل كبير قبل الأزمة السورية، وكان الأوتوستراد الواصل من شمالي حلب وصولا إلى دمشق وعمان إلى السعودية من أهم خطوط النقل التجارية البرية على الإطلاق وشريان حياة للمنطقة.تسبب هذا التهشم الناجم عن “الربيع العربي” بخلل كبير في هذه الشبكة الطرقية المهمة والحيوية، حيث تعتبر الأقل كلفة والأكثر أمانا من وسائل النقل الأخرى، وتسبب توقفها بخسائر اقتصادية كبيرة جدا، كان أثرها واضحافي أغلب الدول والمناطق العربية، حيث أثبتت التجربة ضورورة إحياء هذا الخط عن طريق تثبيت العلاقات التجارية مع دمشق من جديد، خصوصا أن أزمة الطاقة العالمية قد بدأت تلوح بالأفق، من الصين إلى أوروبا، والمنطقة العربية، ليست اسثناء.نظمت بكين منتدى التعاون الاقتصادي العربي الصيني والذي يهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير روابط استراتيجية، وجاء في موقع “الصين بالعربي”:“تعي الصين جيدا، أن مبادرة (الحزام والطريق) لن يكتب لها النجاح دون تحقيق شراكة متكاملة مع الدول العربية، بوصفها الجسر الحقيقي الرابط بين الشرق والغرب، في ضوء موقعها الاستراتيجي المتميز في ملتقى طريقي الحرير البري والبحري”.وعند التركيز في عبارة “ملتقى الطريقين البري والبحري”، تظهر في الخريطة المنشورة للمشروع الصيني الواعد، دمشق، كمركز مهم جدا لهذا الطريق الحيوي والحساس، وهو مشروع يسبب قلقا كبيرا بالنسبة لأمريكا، لكنه بالرغم من ذلك، محط أنظار العالم، حيث تربع التنين الصيني على رأس الاقتصاد العالمي، والجميع على يقين بأن “التشبيك مع الصين يعني حصولك على اقتصاد رصين”، فالأخيرة توفر وتقدم لك ما تريد بعيدا عن حسابات السياسة.يلاحظ في الأعوام الأخيرة تغير التوجهات الأمريكية بشكل كبير فيما يخص مناطق الصراع الأهم بالنسبة لها، حيث تركز ثقلها الحالي على حدود الصين، تحديدا بحر الصين الجنوبي، وأكدت أغلب المصادر أن السياق الاستراتيجي لاتفاقية “أوكوس” التي وقعتها كل من بريطانيا وأمريكا وأستراليا، ما هي إلا محاولة من قبل هذه الحكومات “للرد على قدرة الصين العسكرية المتزايدة، البحرية بشكل أساسي، بما في ذلك أسطول الغواصات الكبير”.تحاول أمريكا بالفترة الأخيرة التركيز على ما يمكن اعتباره “عدوها الأخطر” حيث تركز أغلب قدراتها العسكرية على إعادة هيكلة الحلفاء من أجل تحقيق هذا الهدف على حدود الصين الجنوبية، خصوصا أن لدى واشنطن حلفاء في تلك المنطقة منهم اليابان وهم قادرون على تأمين تواجد قواتها هناك، الأمر الذي قد يفسر انسحابها من أفغانستان أيضا، حيث تسعى إلى تركيز جهودها ونفقاتها العسكرية في منطقة محددة.بحسب مقال منشور في صحيفة “al-monitor”، فإن حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، يقوم اليوم بعمليات إصلاح شامل للعلاقات الإقليمية، منها علاقته مع مصر والإمارات.نوه المقال إلى وجود طلبات متزايدة في الأروقة التركية وجدل سياسي كبير حول الأزمة مع سوريا، حيث طالب الكثيرون في تركيا بعدم زعزعة علاقة بلادهم مع دمشق في أكثر من مناسبة.



ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية وخبير استطلاعات الرأي في جامعة “كوج” في إسطنبول، نزيه أونور كورو، تأكيده أن استطلاعات الرأي تشير باستمرار إلى أن عددا هائلا من الأتراك لا يريدون المزيد من العلاقات السيئة مع دمشق، وتابع قائلا: “تعتقد الأغلبية أن الجلوس مع الأسد هو المفتاح لحل المشكلة، ويشعر أنصار حزب العدالة والتنمية بهذا أيضا”.وتحدث المقال عن وجود ضغط داخلي كبير وتزايد هذه الأصوات التركية بهدف إعادة إحياء هذه العلاقات، وخصوصا بهدف تخفيف مشكلة اللاجئين في البلاد.ونقلت الصحيفة عن السياسي التركي المخضرم، شفيق سيركين، الذي عارض التحركات التركية ضد الأسد، قوله: “إن رئيس البلاد، رجب طيب أردوغان، سيفعل أي شيء، طالما أنه يعمل على الحفاظ على سلطته”، بحسب المصدر.لكن النقطة الأهم التي قد تغري الجانب التركي، وتجعل من دمشق ملاذها الوحيد، هو المشكلة الكردية، حيث تحاول أمريكا دعم قيام كيان كردي في المنطقة وهو الأمر الذي يعتبر بالنسبة لدمشق من الخطوط الحمراء، وهو ما يجعل من التفاهم مع دمشق حول هذه المشكلة أفضل الخيارات المتاحة بالنسبة لأنقرة، خصوصا أن مساعي الأخيرة لحل هذه المشكلة عسكريا أثبتت عدم نجاعتها ليبقى الحل سوريا داخليا.ومن جهة ثانية، ترى الكثير من الدول العربية، على رأسها الجزائر ومصر وبعض دول الخليج، أن استقرار وثبات سوريا، يساهم بشكل جوهري في وقف “التدخلات التركية في العالم العربي” كما تصفها بعض وسائل الإعلام، وهو موضوع حساس جدا للمنطقة ككل، خصوصا بعد أزمة الحدود البحرية شرقي المتوسط، والتي وصلت تبعاتها إلى ليبيا ولن تنتهي بها، بالإضافة إلى دخول الجيش التركي مؤخرا إلى الأراضي العراقية، الأمر الذي يجعل من تعزيز الدور السوري سياسيا واقتصاديا أمرا ضروريا لإحداث التوازن.المؤكـ.ـد بعد مرور أكثر من 11 عـ.ـاما على أحـ.ـداث “الربيـ.ـع العـ.ـر.بي أن سـ.ـوريا هي النـ.ـاجي الوحيـ.ـد الذي لـ.ـم ينهـ.ـار من هـ.ـذه العـ.ـاصفة الكبيـ.ـرة التي اجتـ.ـاحت المنطقة، بعكـ.ـس جميع التوقـ.ـعات السابقة، لكـ.ـنها على الرغم من ذلك، تعـ.ـيش حقـ.ـبة استثـ.ـنائية من النـ.ـاحية الاقتـ.ـصادية، حيث أثقـ.ـلت تبعات الأز.مة سكان البـ.ـلاد، لكـ.ـن الانفـ.ـتاحات الخارجية الجديـ.ـدة، لا بـ.ـد أن تـ.ـترك أثرا اقتصـ.ـاديا، ومن المؤكـ.ـد أنها ستساهـ.ـم في إعادة إنعـ.ـاش التجـ.ـارة والاقتـ.ـصاد في المنطقة ككـ.ـل وفي سـ.ـوريا كجـ.ـزء هـ.ـام لايتجـ.ـزأ من خـ.ـارطة الشـ.ـرق الأوسـ.ـط وهو أمـ.ـر ستكـ.ـون الإيجـ.ـابية واضـ.ـحة على جميـ.ـع الدو.ل العـ.ـر.بية من مـ.ـصـ.ـر وصـ.ـولا إلـ.ـى الأرد.ن والإمـ.ـارات.

Continue Reading
Advertisement





Trending