Connect with us

محليات

وزير الكهرباء كان قد قال إن الأفضلية لدمشق لأنها صورة سوريا.. لماذا لم نهتم بحذاء معن أسعد إذاً؟

لم تفارق صورة الحذاء المهترئ للرباع السوري “معن أسعد”، حين مشاركته في أولمبياد ريو دي جينيرو 2016، خيالي أبداً، حملتها معي إلى أحلامي، وتخيلاتي، ولحظات عملي، كانت في ذهني وأنا أرى حذاء مديري الجلدي اللامع.حتى في عملي، وأنا أبحث عن صورة لمسؤول ما لأضعها رئيسية بأحد الأخبار، كنت تلقائياً أقفز إلى مشهد حذائه فأختار الصورة بناء على الحذاء أولاً!، وفي الشارع راقبت أحذية المارّة، معظمها يشبه حذاء بطلنا الذي أحرز برونزية أولمبياد طوكيو، وأصبح “صورة سوريا” الحقيقية في الخارج.وعلى سيرة “صورة سوريا”، وكون رأسي مشاغب بما يكفي ليجمع ويحلل، كأي رأس آخر في هذه البلاد، دون أن يكون للأمر أي ميزة، عدت بالزمن قليلاً إلى تصريح سابق لوزير كهربائنا “شبه المفقودة”، “غسان الزامل”، حين قال في تصريح إذاعي للمدينة إف إم، إن الأولوية بالكهرباء تعطى لمدينة “دمشق”، كونها العاصمة وفيها تتركز كل سفارات الدول الخارجية وهي صورة “سوريا” في الخارج!.حقاً أين كانت “صورة سوريا”، حين كان أحد أبطالها يحاول إحراز إنجاز ما في “الخارج” بحذاء “مهترئ”، ألم يخشى المسؤولون حينها على صورة بلادهم!، ربما لا، انطلاقاً من الفكرة التي غرسوها في رؤوسنا منذ الأزل “الفقر ليس عيباً”، فلماذا تعتبر البلاد فقرها بالكهرباء جراء العقوبات “عيباً”؟!.احترت في أمري كثيراً وأنا أمام هذه المفارقة العجيبة، وصورة الحذاء “المهترئ” للبطل السوري، ماتزال تتحكم في تلافيف دماغي المتشعبة كأسلاك كهربائية خالية من الشرارة، ووصلت إلى فكرة جديدة!.هل حملّت صورة حذاء الرباع السوري أي رسالة للخارج؟، مفادها أننا سننجز بأحذيتنا المهترئة مالم تستطيعوا إنجازه بأحذية “نايكي” و”أديداس”!.أعتقد جازمة أنها كذلك، وأستند في جزمي هذا إلى رسائلنا الكثيرة للخارج، كما حين قال وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الراحل “أحمد القادري” عام 2019، إن مهرجان الحمضيات في “اللاذقية” يوجه رسالة مهمة للعالم، وكما حين قال رئيس الحكومية السابق “عماد خميس” عام 2018 حين شارك بانتخابات الإدارة المحلية، إن «الانتخابات اليوم رسالة للعالم بأن سورية انتصرت والشعب السوري يمارس حياته بشكل طبيعي»، وكما قال محافظ “حماة” السابق “محمد الحزوري“، خلال الانتخابات البرلمانية، أن الانتخابات رسالة للعالم أجمع أن “سوريا”، تمضي إلى المستقبل المشرق الذي تصنعه بيدها.اليوم لم أعد أخشى تأنيب ضميري حين يهترئ حذاء طفلتي، ولا أعود قادرة على تغييره لها، ولن أتألم لرؤية حذاء مهترئ لطفل سوري آخر لا يملك بديلاً له، بل سأتفاءل أن أحذيتهم تلك إنما تعني مستقبلاً حافلاً بالإنجازات، فشكراً “معن أسعد”، شكراً لك ولحذائك المهترئ، بحجم شقائنا في هذه البلاد.



Continue Reading
Advertisement





Trending