Connect with us

محليات

بعد تحسنها اللافت مؤخراً.. هل تُفلح الكهرباء الحكومية في الحد من أزمة التقنين الجائر والأمبيرات؟؟؟

على مدار نحو 9 سنوات، كانت مولدات “الأمبير” تُمثل السبيل الوحيد أمام أبناء حلب للحصول على التغذية الكهربائية، نتيجة الانقطاع شبه الدائم للتيار الذي عانته المدينة خلال تلك الفترة، قبل أن يأتي تشغيل العنفة الخامسة في محطة حلب الحرارية قبل نحو أسبوعين، حاملاً معه الأمل للحلبيين بالتخلص من معاناتهم الطويلة.

سنوات تسع عجاف عاشت المدينة خلالها على تغذية كهربائية متباينة، وصلت في أواخر مراحلها إلى ساعتي وصل مقابل 22 ساعة من الانقطاع، قبل أن تقلع عنفة حرارية حلب، وتحسِّن بشكل كبير من واقع التقنين الذي بات يصل إلى ساعتي وصل مقابل 4 إلى 5 ساعات قطع خلال ساعات النهار، بينما يرتفع معدّل التغذية بشكل ملحوظ ليلاً ليصل إلى أكثر من 3 ساعات مقابل 3 ساعات من الانقطاع.

التحسن الكبير في واقع التغذية الكهربائية، أعاد الأمل إلى الحلبيين بالاستغناء عن خدمات مولدات “الأمبير”، والارتياح من أعبائها المادية التي لطالما أثقلت كاهلهم نتيجة الطمع الفاحش والاستبداد الذي مارسه معظم أصحاب المولدات، وليس جميعهم، بحق الأهالي، حيث وصل سعر “الأمبير” المنزلي في أحياء المدينة، قبل تشغيل الحرارية، إلى نحو 16 ألف ليرة سورية أسبوعياً، والتجاري إلى ما بين 25 و27 ألف ليرة، فيما كان يتزامن رفع سعر “الأمبير” في كل أسبوع مع عبارة: “إذا ما عجبك شيل قاطعك”، التي دأب مشغلو “الأمبير” على قولها للمواطنين الذين يبدون امتعاضهم من رفع التسعيرة.

والحال أنه وبعد تحسن الكهرباء، اختلفت الأجواء السائدة على العلاقة بين المواطنين وأصحاب المولدات، الذين خففوا بوضوح من حدة لهجتهم في الحديث مع المشتركين، وباتوا يميلون للودية في الخطاب، تزامناً مع تخفيض نسبة كبيرة منهم لسعر الاشتراك الأسبوعي، في خطوة أشار عدد من الأهالي الذين استقصى مراسل “أثر” آراءهم، إلى أنها جاءت بعد استشعار أصحاب المولدات بالخطر الداهم، المتمثل في التحسن الكهربائي الذي بات يشجع الكثيرين على الاستغناء عن “الأمبيرات” والاكتفاء بما يحصلون عليه من ساعات تغذية عبر الكهرباء٠ككالنظامية.

وبحسب ما رصده المراسل، فإن نسبة عدد لا بأس به من الحلبيين، باتوا يفكرون في الاستغناء فعلاً عن “الأمبيرات”، إلا أنهم في مرحلة من التريث حالياً لمراقبة ما سيكون عليه واقع التغذية في الفترة القادمة لناحية الاستقرار، وانتظام مواعيد التقنين، بينما أوضح قسم آخر من أبناء المدينة بأنهم سيستمرون في اشتراكهم، وخاصة بعد أن بدأ أصحاب المولدات بالفعل بتخفيض رسوم الاشتراك، وإطلاقهم وعوداً بالتخفيض أكثر فأكثر بين كل أسبوع وآخر.

Advertisement





وتمثل الأمر اللافت مؤخراً، بالصفعة الجديدة التي تلقاها أصحاب المولدات، ممن كانوا يعولون على أحياء شرق المدينة التي لا تصلها الكهرباء الحكومية، كمنفذ لنقل مولداتهم إلى تلك الأحياء والاستمرار في تشغيلها، قبل أن يأتي التحرك الحكومي الأخير الذي بدأ بتوجيه مباشر من الرئيس بشار الأسد، لناحية البدء بإرسال أعداد كبيرة من المحولات التي ستتكفل بإيصال الكهرباء النظامية إلى الأحياء الشرقية.

التحرك الحكومي الأخير، جاء عبر إرسال 50 محطة ومركز تحويل كهربائي إلى مدينة حلب، لتوزيعها على الأحياء الشرقية كدفعة أولى، على أن تصل دفعة ثانية بالعدد ذاته من المحطات قبل نهاية العام الجاري، ودفعة ثالثة مماثلة بعد مطلع العام القادم، حيث بدأ بالفعل تركيب المحطات الواصلة في العديد من الأحياء الشرقية كـ “المعادي، باب النيرب، القاطرجي، والشعار”…، بإشراف مباشر من وزير الكهرباء غسان الزامل.

ويبدو أن الأخبار الجيدة الباعثة للأمل بين الحلبيين، لا تأتي فرادى، حيث أكدت مصادر في وزارة الكهرباء خلال اليومين الماضيين، بأن العنفة الأولى من محطة حلب الحرارية، ستوضع في الخدمة قبل نهاية العام الجاري بعد أن بلغت نسبة الإنجاز فيها أكثر من 50%، ما يعني مضاعفة الكمية التي تنتجها المحطة راهناً والبالغة أكثر من 200 ميغا واط، وبالتالي مضاعفة ساعات التغذية وتخفيض التقنين إلى أدنى مستوياته، وهو الأمر الذي بات يترقبه الحلبيون بلهفة، للتخلص نهائياً من ظاهرة “الأمبيرات”.

ويستنزف اشتراك “الأمبير” النسبة العظمى من دخل الأسرة الحلبية منذ سنوات طويلة، الأمر الذي زاد من معاناة أبناء المدينة مع ظروف المعيشة الصعبة، حيث تشير كل التوقعات إلى أن انتهاء ظاهرة “الأمبيرات” في حلب، من شأنه أن يُنعش المدينة بشكل عام، وينعكس إيجاباً على واقعها التجاري والصناعي، ويُسرّع من خطوات عودتها إلى مكانتها السابقة كعاصمة للاقتصاد السوري.

Advertisement



Continue Reading
Advertisement





Trending