Connect with us

محليات

حياة شبه بدائية.. عودة «الطنابر» كوسيلة نقل في شوارع دمشق

يحاول المواطن السوري التأقلم مع التغيرات التي طرأت على نمط حياته في ظل الأزمة الاقتصادية التي تظهر تداعياتها أكثر فأكثر مع مرور الوقت، فقد اضطر إلى التخلي عن أمور كثيرة شكلت أساسيات له في مرحلة سابقة، وتبين له، في الظروف الحالية، أن الأوضاع الاقتصادية المتردية فرضت عليه بدائل وظواهر لم يعتد عليها سابقاً.

 

حياة البذخ والرفاهية التي اعتاد عليها باتت من الماضي، ولا بد له من التأقلم مع وضع جديد بما فيه من ظواهر، مهما كان التغيير صعباً، انطلاقاً من ذلك، يسعى السوريين إلى البحث عن سبل جديدة للعيش لتأمين مصدر رزق بما يتلاءم مع ظروفه الحالية التي اشتدت صعوبة.

 

تداعيات ارتفاع أسعار البنزين في سوريا لم تكن وليدة الارتفاع الأخير للأسعار قبل أيام، فهناك ارتفاعات سابقة منذ مطلع العام الحالي ألقت بظلالها على وسائل النقل، التي باتت تكلفتها مرتفعة على أصحابها، وأجورها مرتفعة على السوريين، ما دفع لعودة ظاهرة “الطنابر” للانتشار من جديد في دمشق بعد أن عادت في مناطق أخرى قبلها.

Advertisement





 

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، أوضح أن مشهد الطنابر عاد لشوارع دمشق وريفها كوسيلة نقل للبعض أو لنقل البضائع في ظل ارتفاع سعر الوقود بشكل غير مسبوق إضافة إلى أزمة المواصلات.

 

حيث انتشرت خلال الأيام الأخيرة صور على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر من خلالها عدد من الطنابر ضمن شوارع العاصمة، البعض منها يحمل بضائع كالخضراوات والبعض الآخر ينقل الناس إلى وجهتهم.

 

Advertisement



وبالنسبة لتكلفة “الطنابر”، إن كانت أقل من السيارة، يوضح الخبير التنموي، أكرم عفيف، أن التكلفة العلفية للحصان أو الحمار كبيرة فهو يحتاج يوميا بحدود 15 ألف ليرة سورية بين العلف والتبن، فهو يعد مكلفا للمواطن عدا أنه غير متواجد بكثرة.

 

وتابع، أن “الطنبر” يحتاج إلى تكاليف لتصنيعه، إضافة إلى استخدام نوع خاص من الدواليب غير موجودة بسبب تراجع استخدام هذه الوسيلة منذ زمن بعيد، ولم يعد أحد يصنعها أو يعمل بها سوى القلة.

 

وبيّن، أن استخدام “الطنابر” كوسيلة نقل تسبب ازدحاما في الشوارع وتعيق الحركة بسبب بطء الطنبر، ويكون أثره سلبيا على السيارات لأن الوقوف بهذا الشكل إلى حين مرور “الطنبر”، يؤدي إلى احتراق البنزين وخسارة صاحب السيارة.

Advertisement



 

وتأتي عودة انتشار “الطنابر”، بعد أن انتشرت وسيلة التوك توك في سوريا، وهي عربة بثلاث عجلات كانت تستخدم في مصر ودول شرق آسيا، وتعمل على الطاقة الكهربائية عن طريق شحن بطاريتها، وتكفي لـ 8 ساعات من العمل.

 

في ظل تداعيات قرار رفع البنزين، شهدت حركة النقل في عدد من شوارع العاصمة دمشق حركة غير عادية، بسبب نقص عدد السيارات العامة المخصصة للنقل، حيث بدأت التكاسي العمل كسرافيس متقاضية 5 آلاف ليرة على الراكب الواحد، وسط عزوف واضح عن ركوب فردي للتاكسي.

 

Advertisement



وبحسب متابعة “بزنس 2بزنس”أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، قرار برفع سعر لتر البنزين المدعوم 90 أوكتان على البطاقة الإلكترونية إلى 2500 ليرة سورية، بعد أن كان يبلغ 1100 ليرة أي بنسبة 1300 بالمئة، ما جعل سيارات الأجرة الخاصة تستفيد من الوضع، وحاجة عدد من المواطنين لوسائل النقل برفع الأجور إلى مستويات كبيرة.

 



ويقدم سائقو التكاسي حججا كثيرة منها مضاعفة أسعار مواد الصيانة والإصلاح والتكاليف ومتطلبات العمل والأجور، وكذلك تضاعف أسعار البنزين المدعوم في الآونة الأخيرة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على المواطن رغم الانخفاض الواضح في الطلب على سيارات التاكسي خارج منطقة.
 

حيث تصل أجور التكاسي لـ 8 آلاف وسطيا بالنسبة للمسافات القصيرة، وبين الـ20 ألفا والـ30 ألفا للمسافات الطويلة، حتى اشترط بعض السائقين مجرد الركوب بـ ” التكسي” يكلف 5 آلاف ليرة.

Advertisement



Continue Reading
Advertisement





Trending