نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير لها عن خبراء ديبلوماسيين تأكيدهم على أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، تعتبر من أكبر معوقات تحديد موعد القمة المقبلة للجامعة في الجزائر.
الجزائر أكدت سابقاً على لسان كل من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية أن سوريا عضو مؤسس في الجامعة العربية ومكانها الطبيعي ضمن مقاعدها، لكن إلى الآن لم يجري الإجماع عربياً على ضرورة عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية.
في هذا السياق، نقلت الصحيفة عن مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور حسن أبو طالب، قوله: “إن عقد القمة في موعدها المقترح أمر في غاية الصعوبة، نتيحة الخلافات الكبيرة حول كيفية التعامل مع سوريا، ففي الوقت الذي تسعى فيه الجزائر لرفع الحظر عنها، لا يوجد توافق عربي على هذه المسألة، ولا حتى اتجاه لمناقشة الأمر في القمة المقبلة”.
فيما أشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي إلى ضرورة عقد القمة في أسرع وقت، حيث قال: “الفترة الزمنية منذ آخر قمة دورية، طويلة وشهدت تطورات كبيرة ومتعددة عربياً على صعيد الشرق الأوسط، وهو ما يستدعي انعقادها حتى يتفق القادة العرب على السبل الكفيلة للتعامل معها”، مضيفاً: “عدم عقد القمة في موعدها المعلن سيبعث برسالة غير مرغوب فيها للقوى الإقليمية والدولية، مفادها أنه ليس هناك إرادة عربية مشتركة للتعاطي مع التطورات الإقليمية والدولية والأوضاع الحرجة مالياً وسياسياً”.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أكد أن بلاده تسعى بكل قواها لإنجاح عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مشيراً إلى أن “حضور سوريا بالقمة كان موضع تشاور بين الدول العربية، ومن الناحية القانونية، تعتبر سوريا من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية، ووجودها في القمة سيكون طبيعياً جداً ولكن من الناحية السياسية، لا تزال هناك بعض الخلافات”.
وسبق أن نقلت صحيفة “الأخبار” عن مصادرها أن هناك توقُّعات تسود بأن تكثّف الجزائر والإمارات، وحتى روسيا التي تدفع في الاتّجاه نفسه، تحرّكاتها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، في محاولة لإيجاد توافقات تتيح دعوة سوريا إلى القمة، الأمر الذي ما زال محطّ شكوك عديدة في ظلّ الضغوط المتزايدة التي تفرضها واشنطن من جهة، وتمارسها الدوحة من جهة أخرى.
يشار إلى أن موقع “ميدل إيست آي” البريطاني نشر مؤخراً تقريراً أشار خلاله إلى تزايد الانفتاح الديبلوماسي على سوريا مؤخراً، لافتاً إلى أن كل الدعوات لإعادة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية تتزايد، إلى جانب إقدام بعض الدول على التطبيع مع الدولة السورية وعلى رأسهم الإمارات، إلى جانب سعي الإدارة الأمريكية لإجراء محادثات مع سوريا لحل قضية الصحفي الأمريكي المفقود في سوريا أوستن تايس.