الدراما السورية والواقع

الدراما السورية والواقع

سوريا الإعلامية / باسل الدبس

الفن الحقيقي هو الفن الذي يحمل رسالة موجهة في كيانه عكس ما نراه الآن و هو فن المادة بعيد كل البعد عن الواقع و لا يحمل شيئ في مضمونه سوى الرفاهية التي تجسدها ظاهرة الأعمال المشتركة التي غزت فكر بعض الفنانين السوريين حتى بتنا نراهم سنوياً هم جزء منها.

هذا و من المعروف أن الفنانون السوريون لهم قدرة خاصة على أختراق قلب المشاهد و محاكاته إلا أن عدد كبير منهم نسيوا رسالة الفن و انحازوا وراء المادة التي تغطي الأعمال المشتركة إن كان في كواليسها أو في عرضها حيث يسود الطابع الغني على حساب الطابع الفقير فنرى أفخم المنازل و السيارات و اللباس و الطعام في الوقت الذي يعاني فيه  الوطن العربي أقسى و أشد الحروب و أفظع المشاهد الدموية و خاصة في الجمهورية العربية السورية و التي مازالت تتقدم على كثير من الدول بالدراما خاصة و باقي أشكال الفن عامة

رغم عدة و تنوع الأعمال الدرامية و النجاح الذي نعتبره باهرا لما تعيشه سورية من أزمة مأساوية و نزيف أجتماعي بكافة تفاصيل الحياة

فمازال الفنانون السوريون في مقدمة الفن العربي و لهم حيّز كبير من الأعمال المشتركة فنرجوا منهم توجيه تركيزهم على المشاكل الاجتماعية و الانسانية و توصيفها كي تصل لأكبر عدد ممكن من المتابعين و ملامستها و لو كان ذلك بطريقة فنية ساخرة و بدون أي مبالغة كما مسلسل مرايا و مسلسل بقعة ضوء فهكذا مسلسلات تساهم برفع المستوى الفكري لدى كافة الفئات الاجتماعية فهي تطرح مشكلة لإيصالها للمتابع ثم معالجتها.